وجرت مراسم استقبال رسمية للرئيس الضيف، حيث توجه الرئيسان معصوم وهولاند إلى منصة الشرف وعزف السلامان الوطنيان الفرنسي والعراقي، كما جرى استعرض حرس الشرف. وخلال استراحة في قصر السلام رحب الرئيس معصوم بالرئيس هولاند، وعبّر عن أهمية هذه الزيارة في مثل هذا الظرف، وهي زيارة تسهم في تعزيز العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين وتدفع بها نحو مختلف سبل التعاون والعمل المشترك، فيما شكر الرئيس هولاند الرئيس معصوم على حفاوة الاستقبال وعبر عن تقدير فرنسا الخاص لعلاقتها بالعراق والرغبة في تعزيز هذه العلاقة بمختلف الاتجاهات، مؤكدا الحرص على أن يكون في العراق في مثل هذا الظرف الذي يواجه فيه العراقيون التحديات الارهابية. وأثنى فخامة رئيس الجمهورية الفرنسية على جهود فخامة الرئيس معصوم في تشكيل الحكومة العراقية، وعلى أهمية تشكيل هذه الحكومة في توحيد صفوف العراقيين بمختلف مكوناتهم وبما يسمح بتأمين مختلف وسائل الدعم الدولي المطلوبة لدحر الارهاب واستقرار العراق. وتحدث الرئيس هولاند عن مبادرة فرنسا لتنظيم مؤتمر دولي من أجل دعم العراق وتنسيق الجهود الانسانية والأمنية والعسكرية وبما يسمح بخروج العراق منتصرا في هذه المواجهة مع الارهاب. وأوضح الرئيس الفرنسي أن إرهاب داعش هو خطر على الجميع وهو يستهدف أبناء الديانات جميعها ويشكل تهديدا لدول المنطقة والعالم، وهذا ما يدعو إلى تفعيل الجهود المشتركة لمواجهة المخاطر. واستعرض فخامته أشكال الدعم التي قدمتها فرنسا بالتفاهم مع الحكومة المركزية، مشيراً إلى أهمية الشراكة المتواصلة بين البلدين وإلى ضرورة نجاح مؤتمر باريس من خلال العمل مع العراق ومع الشركاء، حيث أكد في هذا المجال ضرورة مشاركة الجميع، خصوصا دول المنطقة، بمختلف أشكال الدعم الممكن وبما يؤكد للشعب العراقي أنه ليس وحده في هذه الحرب وفي مقاتلة خصم ارهابي يستهدف الجميع. وفيما أثنى فخامة الرئيس فؤاد معصوم على الجهد الفرنسي الصديق وأهمية هذا التضامن الدولي، فقد عبر عن حاجة العراق إلى دعم الجميع ودور مؤتمر باريس في تحشيد هذا الدعم والوصول إلى أكثر النتائج ايجابيةً، مؤكداً حتمية النصر على داعش. وفي ختام اللقاء توجه الرئيسان فرانسوا هولاند وفؤاد معصوم بحديث لحشد كبير من الصحفيين العراقيين والفرنسيين ومن وسائل إعلام عالمية مختلفة، وفي ما يلي كل من حديثي الرئيسين:
حديث فخامة رئيس الجمهورية فؤاد معصوم:
شكراً لفخامة الرئيس فرانسوا هولاند والوفد المرافق له لهذه الزيارة. كان لقاؤنا جيداً وبحثنا مختلف الأوضاع سيما ما يتعلق بدعم العراق من كل النواحي في محاربة هذه المجموعات الإرهابية ونحن نشكر فرنسا وبالذات فخامة الرئيس الفرنسي على دوره في تحشيد الدول من أجل إنجاح هذا المؤتمر الذي سيعقد يوم الإثنين المقبل في باريس. وكانت الطروحات والآراء فيما بيننا متفقة . وفي الوقت الذي أشكر فخامة الرئيس على زيارته إلى بغداد ومبادراته القيمة فإننا نتمنى لفرنسا الصديقة أن تكون علاقاتها مع العراق دائماً علاقات جيدة ومتطورة ليس فقط لدعم العراق تجاه هذه المشاكل التي يعاني منها الآن وإنما على المستويات الأخرى الحالية والمستقبلية. وفرنسا دائماً كان لها دور مشكور في دعم العراق وفي العمل على إدامة العلاقات.
حديث فخامة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند:
سيادة الرئيس لقد تكلمنا معاً بالهاتف عدة مرات منذ انتخابكم، لقد حرصت على زيارة بغداد اليوم لأكون معكم هنا لأنكم شكلتم حكومة جديدة في العراق، حكومة ديمقراطية، حكومة جامعة تشمل كل مكونات الشعب العراقي وانتم لعبتم دوراً في تشكيل هذه الحكومة ولهذا يشرفني أن أكون أول رئيس دولة يزور بغداد منذ تشكيل الحكومة وأود أن اشكركم على ذلك. لقد أردت الحضور لأعبر عن تضامننا معكم وعن ثقتنا بكم، هذا التضامن السياسي حيث تقف فرنسا إلى جانب العراق، ذلك أن بلدكم مر بمرحلة إنتقالة سياسية وأجريتم انتخابات وشكلتم حكومة، وفي هذه الحكومة نرى ان كل المكونات وكل الأسر السياسية العراقية ممثلة وخلال حفل الغداء الذي تفضلتم للعودة إليه سوف ألتقي بكل رؤساء الأحزاب السياسية العراقية. نحن كذلك متضامنون معكم على الصعيد الإنساني وعلى الصعيد الأمني ذلك لأنكم تواجهون عدواً هذا العدو لا يعرف حدوداً، هذا العدو هو مجموعة إرهابية أصبح لها اليوم إمتدادات على الأرض، هذه المجموعة تشن حرباً ليس فقط على العراق بل على كل الشعوب التي لا ترى الأمور بنفس الطريقة ولا تفكر بنفس الطريقة وحرب ترتكز على الإرهاب. ولهذا السبب قررت فرنسا دعم العراق، وأن نعمل على ان يسمح للمجتمع الدولي في أن يلعب دور في هذه الأمور المصيرية اليوم ولهذا السبب قررنا معاً نحن وأنتم أن نعقد مؤتمر باريس في مكافحة تنظيم داعش، هذا المؤتمر الذي ستحضره العديد من الدول. والهدف من هذا المؤتمر هو تنسيق المسألة والدعم والأنشطة المبذولة من اجل العراق وقتال تنظيم داعش.
وهذا التضامن الفرنسي ظهر ايضاً سريعا جداً في المساعدة الإنسانية التي بدأنا بإرسالها والمساعدة التي تصل اليوم وكذلك المساعدة العسكرية. وفي محادثتانا معكم ومع حكومتكم سوف نستمر في تنظيم هذا التضامن ليس فقط ليعكس متانة هذه الصداقة القائمة بيننا بل يبين ان هناك مصلحة مشتركة لنا في القتال ضد الإرهاب، نحن الآن نأمل ان يكون هذا فاتحة مرحلة جديدة ونحن نريد ان نضفي بعداً جديداً على علاقاتنا.