امروز: السبت 23 تشرين2 2024 برابر با 24 تشرين2/نوفمبر 2024

مقابلة صحفیة مع "ناظم دباغ" ممثل إقلیم حکومة کوردستان العراق لدی الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة

 

مقابلة صحفیة مع "ناظم دباغ" ممثل إقلیم حکومة کوردستان العراق لدی الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة

 

قد طرح الإتّحاد الوطني الکوردستاني والحزب الدیمقراطي الکوردستاني في الإنتخابات الماضیة أسماء مرشحیهم في إطار قائمة واحدة إلّا أنّه لم یبق الأمر هکذا، ففي هذه المرّة قد دخل کلّ من الحزبین الإنتخابات في إطار قائمة منفردة. أمّا ما هو لافت للنظر، فهو مشارکة الأحزاب السیاسیة في الدعایة الإنتخابیة بحریة أکبر.

حزب الدول – منذ أن افتتحت الممثلیة باسم حکومة إقلیم کوردستان العراق تمثیلها الرسمي في طهران، فإنّها باتت ممثلیة لهذا الإقلیم في طهران. وذلک بالرغم من إنتماء ممثلها إلی حزب الإتحاد الوطني الکوردستاني. وهذا الإنتماء ماثل للعیان من خلال صورة ظهر فیها واقفا بجانب "جلال طالبانی" في أیام الحرب. إنّ الإنتخابات البارلمانیة لکوردستان العراق والتي من المقرّر أن تجري في 21/9/2013 في کوردستان، قد دعت مراسل وکالة "بولتن نیوز" لیجري حوارا مع "ناظم دباغ" ممثل حکومة إقلیم کوردستان العراق في طهران. . . . فلنقرأ الحوار معا.

 

* بدایة کیف تصف الإنتخابات البارلمانیة لکوردستان العراق والتي من المقرر أن تجري في 21  من سبتمبر؟

 

بالطبع أنّ الإنتخابات هي عملیة دیمقراطية في ذاتها، وهي تساعد الحزب الذي یستطیع أن ینال أکثریة الأصوات، إمّا أن یستولي علی السلطة مستقلا وإمّا أن یحصل علی السلطة عبر التحالف مع الأحزاب الأخری. فإنّ الإنتخابات البارلمانیة في کوردستان العراق تجري کل أربع سنوات. برأیي إنّ هذه الإنتخابات البارلمانیة هي ثمرة إحدی کفاحات الشعب الکوردي في العراق وإنها تسمح للناس أن یتدخلوا مباشرا في إنتخاب الممثلین وهکذا أن یشارکوا في إقرار القوانین والإجراءات المناسبة لإدارة المنطقة.

 

* فضلا عن المیزة الظاهریة لکلّ انتخابات، ما هي المیزة الخاصة التي لابدّ أن تکون لهذه الإنتخابات في المقارنة بالنسبة إلی الإنتخابات السالفة التي أجریت في العراق؟

 

الفارق الأول الذي یمیّز هذه الإنتخابات من الإنتخابات السالفة، هو مشارکةحزب "المعارضة" الفاعل والنشیط في کوردستان العراق والذی طالما وجّه الإنتقادات والإتهامات إلی حکومة الإقلیم في الدورة الحکومیة الماضیة، وعلی أساس هذه التجربة قد دخل مجال الصراع السیاسي في کوردستان العراق.

الفارق الثاني لهذه الإنتخابات یعود إلی أنّ الإتحاد الوطني والحزب الدیمقراطي لکوردستان العراق قاما في السابق بطرح أسماء مرشحي الحزبین في نطاق قائمة مشترکة ولکن في هذه الدورة لم یکن الأمر هکذا بل دخل کلاهما الحقلَ الإنتخابي في إطار قائمة منفردة.

ومن الواضح أنّ الأحزاب السیاسیة في هذه مرّة قد شارکت في الدعایة الإنتخابیة بتجربة أکبر وبدأت الدعایة في جوّ تسوده الحریة ویمکن لهذا الأمر أن یکون فارقا آخر بالنسبة إلی الإنتخابات السالفة.

 

* وفقا لهذا الکلام بأنّ الإتحاد الوطني والحزب الدیموقراطي الکوردستاني قد دخلا الإنتخابات کل بقائمة منفردة، هل هذا یعني أنه من المحتمل أن یتعرضّ التحالف الإستراتیجي بین الإتحاد الوطني الکوردستاني والحزب الدیمقراطي الکوردستاني للتغییر بعد الإنتخابات؟

 

ثمة حقیقة قائمة في کوردستان العراق ویعود قسم من هذه الحقیقة إلی الماضي، وقسم منها یعود إلی الحقبة التي کان یعمل الحزبان فیها معا، أمّا القسم الأخیر فیعود إلی أکثریة الآراء التي یملکها شعب کوردستان العراق وهذا یتطلب التحالف ولکن لا یعني رفض الأحزاب الأخری. إذن من المیزات التالیة التي تُعد ثمرة الدعایة الإنتخابیة، هي أنّ الحزب المعارض قد یشارک في الحکومة وفقا للمقاعد التي یحصل علیها. ولهذا السبب هناك حاجة ماسة إلی ائتلاف الأحزاب في العراق الحالي وكوردستان العراق للمحافظة علی التجربة الراهنة لكوردستان العراق. في هذه الأثناء إنّ التحالف الذي مازال ولایزال له أثر فعّال ودور حاسم، هو ائتلاف حزب الإتحاد الوطني لكوردستان العراق والحزب الديمقراطي الكوردستاني. ولهذا السبب إنّي أعتقد أنّ حزب الإتحاد الوطني والحزب الديمقراطي بحاجة إلی إعادة النظر والتحسينات في بعض المراحل السياسية. كما رأينا أنّ الحزبين في هذه المرّة قد نزلا حقل الإنتخابات علی الإنفراد، إذن من المتوقّع أيضا أن تتّم التحسينات في هذا المضمار. أمّا هذا فلا يعني أنّ كلّا من الإتحاد الوطني الكوردي والحزب الديمقراطي لكوردستان العراق يريد أن ينحي الآخر جانبا. فمن الضروري أن يشارك الجميع في إنشاء حكومة إقليم كوردستان العراق بعد الإنتخابات.

 

* كما أشرت سالفا أنّ المعارضة قد دخلت هذه المرّة ساحة الإنتخابات بجديّة أكبر، هل تری أنّ المعارضة سوف تحصل علی مقاعد أكثر وبالتالي سوف تسبب التعديلات في كوردستان العراق؟

 

 في الحقيقة أنا قد اجتنبت في هذه الإنتخابات من أن أخمّن عدد المقاعد التي سوف يحصل عليها كلّ حزب لأنّه من البدهي أن يری كلّ شخص حزبه في القمة وفقا لانتمائه السياسي الخاص. ولكن ما أشعر به هو أننا سوف نواجه بعض التغییرات في الأصوات وثمة سؤال یطرح نفسه هو أنّ الأصوات في هذه المرّة ستكون بصالح أيّ من التیارات السیاسیة أكثر مما تکون لغيرها؟

بالطبع أنّ عدد مقاعد البرلمان 111 مقعدا وهذا عدد ثابت لایتغیر ولكن الأصوات تتغيّر ولم يكن من الواضح أنّ هذه المقاعد كيف تتقسّم في هذه المرّة. وأيضا يعود قسم من هذه العملیة إلی نسبة مشارکة شعب كوردستان العراق في الإنتخابات وأنا أعتقد أننا لابدّ أن نعتبر من الإنتخابات الأخيرة التی أجریت في الجمهورية الإسلامية الإيرانية فإنّ الشعب الإيراني قد شارك في التصويت بحماس فائق. في كوردستان العراق أيضا قد انتهی زمن الحرب والنزاع لمعالجة المشاكل والآن حان وقت الإنتخابات.

وهذه المهمة تکون علی عاتق شعب العراق وبأنّ تصويتهم سوف یکون بصالح مَن. فالأحزاب التي لها قِدم في المكافحات السياسية الطويلة بالطبع سوف تحصل علی أصواتها اللازمة والأحزاب التي قد دخلت مجال السياسة أخیرا أيضا سوف تحصل علی الأصوات اللازمة وفقا لخطط الإنماء التي تخططها لكوردستان العراق. وهذا الأمر عائد إلی کمیة تصویت الشعب لهذه الخطط والشعارات ولابدّ أن لاننسَی أنّ ثمة مجموعة من الأمور الدخیلة في الإنتخابات وقد تعرّف الشعب علیها وعلی هذه الشعارات عبر إرتقاء وعيه السياسي. فلاريب أن تظهر بعض التغییرات في الأصوات. ولكن هذا لا يعني أنّ حزبا ما سوف يستطيع أن يحذف المنافسين الآخرين وینحیهم جانبا، فلقد انتهی الزمن الذي کان يمكن فيه لحزب أن يحصل وحده علی 51 في المئة من الأصوات. بالإجمال أنا أعتقد أنّ الإتحاد الوطني والحزب الديمقراطي قد يكونا من القوی الرئيسية التي تستطيع أن تحصل علی الکمیة المناسبة من الأصوات.

 

* هل تری أنّ غیاب السيد "جلال طالباني" كرئيس جمهورية العراق والأمين العام للإتحاد الوطني الکوردستاني قد يؤثر في هذه الإنتخابات؟

 

بالطبع أن غیاب سعادة السيد "جلال طالباني" قد يؤثر في هذا الحقل وحتی في الساحة السياسية لعالم اليوم بصفته کكاريزما للحركة الكوردية. لاشك أن يكون تواجد السيد "طالباني" كمسلك أو إستراتيجية سياسية حيّة وفاعلة. إذن فإنّي أری أن يكون أثر إيجابي لولاء شعب كوردستان العراق ومعه تنظيمات وجهات الإتحاد الوطني الکوردي القديمة والحديثة، للسيد "طالباني".

 

* في النشاطات الأخيرة للإتحاد الوطني الکوردستاني، فقلمّا يظهر التواجد الدِعايي للدكتور "برهم أحمد" كأحد المساعدين للسيد "طالباني" هل عدم التواجد هذا هو لسبب ما؟

 

أنا لم أجد سببا ملحوظا لعدم التواجد هذا والأصح أنّه أمر فني بحت وبما أنّه قد بقي وقت طويل لموعد إجراء الإنتخابات، قد يعود شيء من عدم التواجد هذا إلی البرنامج الدعایي للقنوات والذي يسبب التواجد لشخص ما وعدم التواجد للآخر وقسم من هذا عائد إلی أنّ أعضاء المكتب السياسي للإتّحاد الوطني الكوردي لایرغبونب التدخل في حقل الدعاية الإنتخابيّة لصالح أحد المرشّحين. ففي الإنتخابات السابقة كان سعادة الدكتور "برهم" رئيس القائمة وهذا الأمر أدّی إلی تواجده البادي، ولكنّ في هذه الفترة فقد دخلت في الإنتخابات الأحزاب المختلفة التي يمكنها أن تحدّد تواجده المباشر. السيد "برهم" بإمکانه أن يدعم القائمة الخضراء فقط ولم يواجه أي عقبة في هذا المضمار. ولیس من المناسب لعضو المكتب السياسي أن یدعم شخصا بعینه ولابدّ له أن یدعم برنامج الإتحاد الوطني فحسب. وأنا أری عدم تواجده في عدم الإرادة في أن یصبح جزءا من برنامج مرشح من مرشحي القائمة الخضراء.

 

* كما تعلم أنّ الولایات المتحدة تخطط لهجوم محدّد إلی سوريا، ما هو موقف حكومة إقليم كوردستان العراق في هذا الأمر؟

 

الموقف الرسمي لحكومة إقليم كوردستان العراق كان ولازال موقفا حاسما وواضحا فلازالت الحكومة الكوردية تخالف حدوث أيّ نوع من الحروب، لأنّ الحروب لم تكن لصالح جهة علی الإطلاق ولابدّ أن نعلم بأنّه لو اشتعلت نار الحرب في سوريا لتكون حربا متباينة بالنسبة إلی الحروب التي وقعت في العراق وأفغانستان. وأيضا سوف نجد بونا شاسعا في الأساليب الحربية، فإنّ حکومة إقلیم کوردستان العراق تطالب بفضّ النزاع والمشاكل بشکل سلمي وتصالحي، حتی تكون السلطة الحقيقية بيد ممثلي الشعب ومن ثمّ تُجری الإنتخابات. مع النص علی أنّ الأكراد سيرفضون سیطرة "القاعدة" و"سلفيت" علی سوريا، لأنّه من الواضح أنّهم لا يمنحون الأكراد أيّة حقوق حتی أنهم أفتوا بالقضاء علی الأكراد. في ما مضی أيضا لم تکن تهتمّ حكومة "أسد" بحقوق الشعب الکوردي. إذن من هذا الحیث لم يكن من السهل لنا نحن الأكراد أن نقف مع جانب دون آخر، إلّا أنّنا نأبی شنّ الحروب إذ إنّ العراق ومعه كوردستان العراق لیکونا عرضة للحرب أيضا، لو وقعت هناک حرب.

 

* منذ فترة وقد التحق الشباب الکوردی إلی صفوف حركة "النصرة" ومكتب "القاعدة" في سوريا وقد ذُكر أنّ عددهم 150 عضوا. ما هو موقف حكومة إقليم كوردستان العراق في هذا الأمر؟

 

قبل كلّ شيء لابدّ أن أذكر أنّ حكومة إقليم كوردستان العراق لم تكن مطلعة علی أمر الداخل والخارج ونحن أيضا قد سمعنا هذا من وكالات الأنباء دون أن نکون مطلعین وستواجه حكومة إقليم كوردستان العراق هذه القضية وفقا لما اتخذّت من موقف حيادي حيال التحولات الأخيرة. لاريب أنّ أيّا من الجهات الرسمية وغير الرسمية في كوردستان العراق لم تتقبّل حتی الآن عقبة ومسؤولیة هذه الأحداث. ولكن جدیر بالذکر أنّ حكومة إقليم كوردستان العراق ستتخذ نفس الموقف المتخَذ حيال "حركة النصرة" للأكراد الذین ینخرطون في سلک هذه الحركة وعلی هذا أساس، ستواجه الجهات المختصّة، هذه القضية.

 

* بعد الإنتخابات الأخيرة التي أجریت في الجمهورية الإسلامية الإيرانية قد شارك السيد "نيجيرفان بارزاني" كرئيس الوزراء، لحكومة إقليم كوردستان في مراسيم تسلیم مهام الرئاسة في إیران. كيف تجد العلاقات بينكم وبين الجمهورية الإسلامية الإيرانية، في الحكومة الحادية عشرة؟

 

لاشكّ أنّ في جميع الحكومات الإيرانية السالفة نجد العلاقات آخذة في التوسع وفي كافة هذه الحكومات لو فرضنا أنّ العلاقات لم تکن آخذة في النمو، فإنها لم تكن معاكسة أيضا. أمّا عن الحكومة الحادية عشرة فبالطبع يكون الأمر هكذا أيضا.

ولاسيّما أنّ أحدی مهام الحكومة الجديدة وفقا لما أوصی به المرشد الأعلی هي فضّ مشاكل الشعب الإيراني ولابدّ أن يكون إحراز آمال الشعب وأحلامهم في الأولوية لهذه المهمة. وبرأیي أنا لابدّ للحكومة الجديدة أن تهتم بالشعب الکوردي أیضا کما بالشعب الإیراني. من حیث أنّها لازالت لهذه الحكومة دور إيجابي تُجاه قضية الأكراد في الجمهورية الإسلامية الإيرانية. إذن أنا أخمنّ أن تنمو وتتوسع هذه العلاقات أكثر فأكثر. لاسيما في مجال إعاده الإعمار والإصلاح وأيضا في المجال الأمني فبالطبع أنها ستتوسّع.

 

* من المقرّر عقد مؤتمر وطني في كوردستان العراق، هل ستتم دعوة الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلی هذا المؤتمر؟

 

أنا شخصيا أری أنّه لابدّ لهذا المؤتمر الوطني الكوردي أن يكون حاملا رسالة السلام والمحبة. لابدّ أن يكون مؤتمرا متضمنا البرامج القانونية والشرعیة لمعالجة مشاكل الأكراد. التجربة الراهنة لكوردستان العراق والرئادة السياسية لحكومة إقليم كوردستان العراق في إطار المحافظة علی التوازن القائم بین الأکراد ودول المنطقة، لابدّ أن تكون باعثا للمؤتمر الوطني الكوردي كي يحمل للدول المجاورة رسالة في نطاق دستورهم. إذن أری أنّ مشاركة دول ايران، وتركيا، وأيضا العراق - التي یسکن فیها الأكراد -  في هذا المؤتمر، ستكون بصالح المشاريع الإستراتيجية لهذه الدول کما أنّه يكون أيضا بصالح سكّان هذه البلدان الأكراد. لاريب أنّ الأكراد كما يريدون الوحدة في العراق مع بقاء استقلالهم فهم يطالبون نفس الإستقلال والوحدة في تركيا وإيران أیضا. فهذا المؤتمر يمكن له أن يحصل علی نتائج صائبة لو أقیم في إطار دستور هذه البلدان وأنا أصف مشاركة الدول المجاورة بالإيجابية. وإن كان هذا الأمر عائد إلی موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية. فلاشك عندي أنّ الأكراد في إيران قد انقسموا إلی حزبین: حزب المعارضة والذين يسكنون خارج البلاد والحزب التالي هو الشعب الكوردي داخل إيران. ومشاركة الأكراد في الإنتخابات الرئاسیة هو دليل علی تأييد ومشاركة الأكراد في المشروع السياسي للجمهورية الإسلامية الإيرانية.

 

* السؤال الأخير، هل تری أنّ مهاجمة سوريا ستؤثر علی مشروع السّلام في تركيا؟

 

طالما قلت بأنّ تركيا قد هجمت مرارا علی ب. ك. ك  PKKولكن دون جدوی فإنّها لم تحصل هذه المرّة أيضا علی أيّ طائل. لو تكن تركيا في مواقفها صادقة ومجدّة بالطبع فإنّ هذا المشروع سوف یحصل علی نتیجة إیجابیة ملموسة. ونحن نأمل أن تکون هذه المحادثات جادة ومُجدیة. وإن يكن لكل من الجانبين أساليبه الخاصة في التداول والمباحثات. وفي هذا الإطار سوف تؤثّر التحولات في المنطقة علی مسار هذا المشروع إمّا بشکل مباشر وإمّا غیر مباشر.

 

Read کد خبر: 200

تقریر الأكثر قراءة

حالت های رنگی