فعلى مدى سنوات، ساعد موقع طالباني بوصفه سياسيا محترما في جهود توسيع علاقات العراق ببلدان اخرى في المنطقة، بخاصة دول الجوار العراقي.
ومع ذلك، أثار وضع طالباني الصحي احتمال ان يغادر المشهد السياسي العراقي قريبا. ومثل هكذا سيناريو من شأنه ان يؤثر قطعا في التطورات السياسية والوضع الامني في البلد، وهذا ما قد تكون له انعكاسات على منطقة الشرق الاوسط برمتها.
لقد أدى طالباني دورا فاعلا جدا في التوسط بين المجموعات السياسية المتنوعة وسيخلق رحيله فراغا سياسيا. وفي هذه الحال، سيكون هناك احتمال كبير في اشتعال النزاعات القديمة بين المجموعات السياسية والعشائر العراقية. وعليه، ينبغي من الحكومة العراقية ان تتوافر على خطة واضحة لملء الفراغ السياسي. فمن خلال الافادة من تجربة طالباني الكبيرة، بإمكان خلفه وسياسيين آخرين ان يساعدوا المناخ العراقي في اي عواصف محتملة. فقد كان طالباني على الدوام يسعى الى الحفاظ على الحياد عند التعامل مع النزاعات السياسية، وهذه السمة هي مفتاح نجاحه.
شهدت العلاقات بين ايران والعراق توسعا كبيرا خلال زمن وجود طالباني في منصبه، وانتفع البلدان بنحو كبير من علاقاتهما الودية مع بعضهما بعضا.
ومن المتوقع ان يواصل خليفة طالباني السياسة نفسها تجاه إيران، وفي هذا المسعى، سيحظى بالتأكيد بدعم من الشعب العراقي وحكومته ما دامت ايران تعد عنصرا كبيرا في الحفاظ على استقرار العراق وأمنه.
إذ تنص المادة 75 (3) من الدستور العراقي، على ان في حال فراغ منصب الرئاسة لأي سبب كان، يحل نائب الرئيس محله. ومن ثم، وتماشيا مع نصوص الدستور، سينتخب البرلمان العراقي رئيسا جديدا في غضون 30 يوما. وعلى أساس اتفاق غير مكتوب في نظام تقاسم السلطة في العراق، يجب ان يكون الرئيس كرديا، والأكراد لن يتخلوا عن حقهم هذا.
وقد تواردت اخبار عن ان برهم صالح، العضو في حزب طالباني، الاتحاد الوطني الكردستاني، هو المرشح الاقوى لخلافته رئيسا للعراق. ومع ذلك، فان اختيار خليفة طالباني سيعتمد على اتفاقات بين الزعماء السياسيين.
* ممثل حكومة اقليم كردستان في طهران؛ والمقال نشر لأول مرة في جريدة طهران تايمز